ما هو دورنا في التخطيط الإستراتيجي لبناء مستقبل أبنائنا و أحفادنا
لم يعد مستقبل أبنائنا وأحفادنا أمرًا يمكن تركه للظروف أو للقرارات المرتجلة. فالأمم التي حققت نهضتها اختارت طريق التخطيط الاستراتيجي، لأنه الأداة الوحيدة القادرة على تحويل الرؤى إلى واقع، والأحلام إلى إنجازات. التخطيط الاستراتيجي ليس مجرد وثائق أو خطط طويلة المدى، بل هو رؤية شاملة تستشرف الغد وتحدد الأولويات، وتضع خارطة طريق واضحة للتنمية في كل المجالات: التعليم، الصحة، الاقتصاد، الثقافة والبيئة. إنه ضمان لعدالة توزيع الموارد، ووسيلة لخلق استمرارية بين الأجيال، حيث يستفيد الحاضر ويزدهر المستقبل. لكن التخطيط وحده لا يكفي. فلا بد من صندوق للأفكار والمشاريع، يكون بمثابة بنك وطني للإبداع، يجمع مقترحات الشباب والخبراء ورواد الأعمال، ثم يصقلها ويحولها إلى مشاريع واقعية قابلة للتنفيذ. بهذا الصندوق يمكن أن نضمن أن التخطيط ليس مجرد قرار فوقي، بل هو ثمرة مشاركة شعبية واسعة، تتيح لكل مواطن أن يكون جزءًا من صناعة المستقبل. إن دورنا اليوم يتجاوز النقد والانتظار، إلى المبادرة والمشاركة: دعم المؤسسات، غرس ثقافة الإبداع في أبنائنا، وتشجيعهم على الحلم والتجربة والمغامرة في إطار منظم. فالتخطيط الاستراتيجي بلا أفكار يفقد روحه، والأفكار بلا تخطيط تضيع في زحمة الفوضى. لذلك، فإن مسؤوليتنا التاريخية تكمن في أن نكون جميعًا شركاء في هذه العملية، حتى نترك لأحفادنا إرثًا من التنمية والازدهار، بدلًا من الأزمات والتحديات. فالمستقبل لا يُمنح، بل يُبنى.
