المجالس المحلية
تُعدّ المجالس المحلية إحدى الركائز الأساسية في الهيكل الإداري للدولة، فهي تمثل المستوى الأقرب إلى المواطن وتشكل حلقة وصل مباشرة بين السكان والإدارة المركزية. وتُسهم هذه المجالس في تجسيد مبدأ اللامركزية عبر إشراك المواطنين في تسيير شؤونهم المحلية وتحقيق تنمية متوازنة بين مختلف المناطق.
تضم المجالس المحلية في نطاقها عدة عمادات، وتعمل على تنسيق الجهود الإدارية والتنموية داخل الإطار الترابي المحدد لها. وهي الجهة المخوّلة بمتابعة شؤون الأهالي، والتنسيق مع السلطات الجهوية، والإشراف على تنفيذ القوانين والسياسات الوطنية على أرض الواقع. كما تضطلع بدور فاعل في تسهيل الخدمات الإدارية، والمحافظة على الأمن المحلي، ودعم المبادرات الاجتماعية والاقتصادية الهادفة إلى تحسين جودة الحياة.
وتُعتبر العمادات التابعة للمجالس المحلية فضاءً للتفاعل المباشر بين الدولة والمواطن، إذ تُنقل من خلالها مطالب السكان ومشاغلهم إلى الهياكل الرسمية، في إطار تشاركي يعزّز الثقة ويكرّس مبادئ الحكم الرشيد. كما تلعب هذه المجالس دورًا أساسيًا في التخطيط الاستراتيجي المحلي من خلال تحديد أولويات التنمية، وتنفيذ المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية، والنقل، والماء، والتعليم، والصحة.
إنّ تعزيز دور المجالس المحلية وتطوير آليات عملها يمثل خطوة محورية نحو تحقيق حوكمة محلية فعالة تضمن عدالة توزيع الموارد وتكافؤ الفرص بين مختلف المناطق. فكلما كانت المجالس المحلية قوية ومنظمة وفاعلة، انعكس ذلك إيجابًا على استقرار المجتمع وازدهار الدولة.